بيـــــان
أنا قلق.. لكنني لست خائفا !!
أكتب هذا البيان بعد انتهاء المرحلة الأولى من انتخابات محافظة دمياط ، حيث فاز السلفيون - حزب النور- بالمركز الأول (209 ألف صوت ) وحصل الإخوان المسلمون على المركز الثاني (166 ألف صوت ) وجاء حزب الوسط في المركز الثالث (83 ألف صوت ) ولم يحصل اي حزب أو تحالف انتخابي آخرعلى نسبة أصوات تعطيه حق التمثيل في البرلمان ، كما أن الإعادة في الفردي محصورة بين الإخوان والسلفيين كذلك ، وأنا أكتب هذا البيان لأعبر عن قلقي العميق ، وأظن أن ما أشعر به هو قلق مبرر تماما لأنه قلق يستند إلى أسباب موضوعية ، فأنا أعيش في قلب الحدث حيث إن عائلتي فيها منتقبات وطالباتي في الجامعة منهن منتقبات ، ولي اصدقاء من الإخوان وبعضهم في قائمة الإخوان ضمن الناجحين في الانتخابات ، وجيراني من الإخوان ، بل إن أحد مرؤسيّ في العمل من الإخوان ، وهذا كله لم يزعجني ، ولكن ماذا تفعل إذا شبت النار في طرف ثوبك ؟!
لقد حدث أن شقيقتي انتقبت منذ ثلاث سنوات ، فسعيت أنا وآخرين في الأسرة لإعادتها لصوابها ونجحنا في مسعانا فخلعت النقاب بعد ارتدائه لعام كامل ، ولذلك أقول إنني أشعر بالقلق لأن ما يمسني مباشرة من هذا الحدث الجلل هو جانب ملموس من المسألة ، وليس مجرد الجانب العام الذي يخص كل الناس ولا يخصني وحدي .
وأما اليوم فقد عدت من العمل فوجدت زوجتي تقول " إنني لم أشارك من قبل في أي تظاهرات ولكنني لن أتردد في الخروج ضد السلفيين للدفاع عن نفسي " وتساءلت زوجتي في أسى وجزع واضح : هل سيجرؤون على منعي من العمل ؟! وأنا أقول في وضوح لقد كنت أخرج لنصرة الفلسطينيين ، وكنت أخرج ضد حسني مبارك لمدى سنوات ، ثم خرجت في الثورة لنصرة وطني كله ، فهل يعقل أنني لن أخرج لنصرة زوجتي ؟!
وإنني قلق كذلك على ابنتي ، على حاضرها وعلى مستقبلها ، ولكني أقول بوضوح : إنني سأقاوم كل من يسعى لمنع ابنتي أو زوجتي من أن تعيش وتعمل ، كما شاء لها الله أن تعيش وتعمل في حرية وكرامة . وأما قلقي على مهنتي وعملي فهو سبب ثالث لا أراه أقل أهمية من أسباب القلق الأخرى ، لأن عملي في كلية الآداب ، وأنا أعرف مدى الهوس الذي أصابهم بعد الثورة ودفعهم لحشد الناس لإقامة ما يسمى جامعة الأزهر في دمياط لتكون كليات للبنات دون البنين ولدراسة علوم الدين وحدها ، على النحو الذي يفهمونه من الدين ، وإن عملي في كلية الآداب وتطلعي لإقامة جامعة دمياط وتدريسي للأدب العربي الحديث ، مما يجعلني عرضة لتدخلات السلفيين ، فلابد أنهم سيحاولون التدخل في تركيبة الكلية من حيث حضور الطالبات مع الطلاب ، في مكان واحد ، ومن حيث تدريس مقررات معينة وأدباء بأعيانهم ( وأولهم نجيب محفوظ ) وأراني لن أجبن عن الدفاع عن كليتي وجامعتي ، ولا عن مهنتي ، ولا عن حرية الفكر التي هي أساس العمل الذي أمارسه في الجامعة وأراه صوابا لا لبس فيه .
إنني أقول في وضوح : أنا قلق ولكني لا أخاف المواجهة ، وأتعهد بالمقاومة في صلابة وتصميم ، وليس لي من أرَب إلا أن أبقى مرفوع الرأس أدافع عن الحرية والكرامة ، كما فعلت دائما ، وكما ينبغي لكل حرّ كريم ، وإلا : فلا نامت أعين الجبناء .
4 ديسمبر 2011م
إبراهيم محمد منصور
رئيس قسم اللغة العرببية - كلية الآداب بدمياط - جامعة المنصورة
الأحد، 4 ديسمبر 2011
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق