الاثنين، 16 مايو 2011

أنا غلــطــــان
إلى زملائي وأصدقائي السياسيين في دمياط
بالأمس تبين لي عن يقين أن ما كنت أحاوله وأسعى إليه لم يكن إلا وهما وطيبة قلب هي أشبه بالعبط ، و برغم أنني أعرف أن سوء الظن من حسن الفطن إلا أنني آثرت أن أكون حسن الظن ، والآن حصحص الحق وظهر جليا أن جماعة الإخوان المسلمين لا تريد خيرا لهذا الوطن وأنهم قد قرروا أن يكونوا هم ومن بعدهم الطوفان ، وخلاصة القول أن النموذج الذي ارتضيته من قبل في التعامل معهم لم يعد صالحا اليوم ولابد من وقفة جادة صريحة وواضحة أمام شوفينية بغيضة لو ترك لها العنان لأغرقت هذا الوطن العزيز في ظلام العصور الوسطى ولمشت به في غياهب الفتنة والضلال ، وإن تجربتي مع الإخوان قد طالت زمنا وتشعبت عملا حتى أنها تحتاج تسجيلا أمينا ولكن ليس مكان هذا العمل الآن وإن ما أريد أن أقوله في هذه العجالة ليكون إبراء ذمة أقدمه لكم أيها الزملاء السياسيون في دمياط هو ما أسجله هنا في إيجاز: كنا مساء أمس على موعد في مقر حزب الأحرار بدمياط للمشاركة في وقفة تضامنية لإعلاء قيمة الوحدة الوطنية وتسجيل موقف الدعم المعنوي للفلسطينيين في ذكرى النكبة ، وكنا بجوار ذلك نعد للقاء مع محافظ دمياط اللواء السيد فليفل الذي كان مديرا للكلية الحربية وأصبح محافظا لدمياط منذ شهر واحد ، وكنت أنا الذي سعيت لطلب لقاء المحافظ وتحدد الموعد في الثامنة مساء الأحد وقد حرصت على دعوة ثلاثة من الإخوان للمشاركة في اللقاء وهم د. سعد عمارة والحاج فكري الأدهم والدكتور أحمد عماشة ، وأنا لا أعرف أحدا من الإخوان في دمياط يتكلم في السياسة - كما أفهمها - غير هؤلاء الثلاثة وكان عدد الحاضرين عشرة ،فهؤلاء الثلاثة يمثلون صفوة الإخوان في دمياط من ناحية ويمثلون 30% من المجموعة التي ستقابل المحافظ من ناحية أخرى وكان الرأي عندي - وهو خطأ - أن الإخوان يعملون ولهم حق التمثيل بقدر عملهم وحينما انتظم الاجتماع لاحظت ازورارا من الحضور تجاه الإخوان فغضبت وأبديت استنكاري لعدم مواجهة الإخوان وكان الأستاذ محمد التوارجي متحفظا وغاضبا من موقفهم الذي تعاونوا فيه مع السلفيين في شارع الهرم ضد المؤتمر الوطني ، ومن الزملاء من كان يائسا تماما من فكرة التعاون معهم ، وكنت أنا الوحيد الذي رأى الخلاف معهم خلافا في الرأي يمكن قبوله في إطار العمل الوطني المشترك. وتحركنا ناحية مبنى المحافظة وهناك تبين لي أن الدكتور سعد جاء وحده وأن الاثنين الآخرين قد تخلفا عمدا وتم اللقاء وتحدث الحاضرون جميعا لمدة ساعتين كاملتين مع المحافظ وكان الموضوع الذي تناوله الدكتور سعد هو موضوع المستشفيات ولاسيما حرق المخلفات الطبية وحماية الأطباء ، لكن الذي لفت نظري أن سكرتير عام المحافظة قال للدكتور سعد إن اتفاقا واضحا قد تم مع الإخوان على أن يسهموا في حماية المستشفيات بلجان الحماية الشعبية ولم ينكر الدكتور سعد ذلك ، بل قال بالحرف "طلبنا استخراج بطاقات هوية لهذه اللجان" وكانت تلك أول علامة على الخداع فقد ظن البلهاء أمثالي أن هذا اللقاء كان أول لقاء للسياسيين في دمياط بالمحافظ االجديد وأن كل من تعامل معهم المحافظ من قبل كانوا من موظفي المحليات وفلول الوطني وأصحاب الحاجات الخاصة ، وكان عبد الوكيل مصطفى قد أخبرنا في حزب الأحرار في الساعة السابعة أن الإخوان اتفقوا على أشياء وأنهم يلتقون المحافظ وأنهم قد التقوا مدير جهاز الأمن الوطني الجديد ، ولكننا لم نصدق عبد الوكيل وقال بعضنا إنه لايدري ما يقول ثم أخبرت أنا الدكتور سعد بما قاله عبد الوكيل مصطفى فقال إن عبد الوكيل لا يتحدث باسمنا وكلامه غير صحيح ، وها قد ظهر الآن أن كلام عبد الوكيل كان صحيحا تماماوأن الدكتور سعد كان يريد أن يورطني في الحديث مع المحافظ عن الأمن الوطني في الوقت الذي يتقابل فيه الإخوان مع مدير الجهاز في دمياط ، ثم كان أن لقاء المحافظ انتهى في الحادية عشرة وضاعت على الدكتور سعد نوبة المباشرة في عيادته فوقف معنا أمام مبنى المحافظة نتناقش فقلت له : يا دكتور سعد أريد منك أن تتجاوب معي في موضوع الحوار الوطني ولا ألزمك بشئ فيما يخص موقف الجماعة من الحوار الذي عقد في القاهرة يوم 7 مايو وأنني على قناعة أننا بحاجة إلى هذا الحوار في دمياط لنتدرب على ممارسة الديمقراطية ، فأبدى الرجل تحفظا على الحوار القاهري كنت مستعدا لتفهمه ، لكن الذي كان مفاجئا لي - وقد عددته بمثابة القشة التي قسمت ظهر البعير بحق - أنه لا يريد أن يخرج ولو قليلا من عباءة الجماعة ليلبس عباءة حزب الحرية والعدالة ، وقد برر ذلك بأن الحزب لم يشهر بعد وقال في حسم إن هؤلاء الذين اجتمعوا في القاهرة هم ليبراليون وعلمانيون يريدونها علمانية ليبرالية ، وخلص إلى رفض أي حوار مع الجماعة الوطنية في دمياط قائلا : لقد هاجمونا في الحزب الناصري وأنت كنت شاهدا " هذا هو الدكتور سعد عمارة الذي نظرت إليه على أنه أفضل السياسيين الإخوان في دمياط ، ترعبه فكرة التعاطي مع قضايا السياسة بعيدا عن الدين ، وقد أفصح الرجل لأول مرة عن كراهية واضحة لفكرة الدولة المدنية ، وتمسك واضح بالدولة الدينية التي يسميها هو وإخوانه مدنية بمرجعية إسلامية ، وهو كلام لم يعد يصدقه إلا البلهاء وقد قررت منذ اليوم ألا أكون واحدا منهم والسلام
د. إبراهيم منصور 16 مايو 2011م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق