انتصار الإسلام في موقعة العريس و العروس
حدث ذلك في مساء يوم خميس في شهر ديسمبر من عام 2008م ، اجتمع حشد من أهل القرية في مناسبة زواج معتادة ، فتاة متعلمة من أهل القرية ، و فتى متعلم من قرية مجاورة ، و عاد العروسان من عند الكوافير ، و نزلت العروس من السيارة ، و لكنها كانت على هيئة لم يعهدها الناس فيما شاهدوا من أعراس طوال السنوات المنصرمة ، بل قل طوال عمرهم ، لقد كانت العروس منتقبة ، و كان المكان المعد لجلوسها مناسبا تماما لهذا النقاب ، إنه خيمة مقفلة لا يجلس فيها سوى النساء والأطفال ، وأما الرجال ، وهم من أقاربها و جيران الأسرة ، فقد خصص لهم مكان مجاور لتلك الخيمة ، و كان مما لوحظ أن أكثر هؤلاء الرجال هم من أصحاب اللحى ، و أما النسوة فكانت بينهن نسبة تقارب الثلث من المنتقبات ، و كان من أغرب المشاهد التي دلت على الانقسام أيضا أن العريس كان يتزوج مع أخ له في الوقت نفسه و لكن العروس الأخرى كانت كسائر خلق الله تكشف وجهها و تزين شعرها بتاج العرس ، فتظهر زينتها التي دفعت الأموال للكوافير من أجل إظهارها في ليلة عرسها ، و كان على هذين العروسين أن ينتظرا خارج الأرض الشرعية ، حتى ينتهي النسوة من رقية العروس المنتقبة و الدعاء لها داخل خيمتهن ، وأما العريس الشرعي فقد توجه في الحال إلى موضع جلس فيه بين الرجال الملتحين والذين كانوا في قمة النشوة والسعادة ، فرحين بما تحقق ، ممتنين لما أحدثته عروسهم من انتصار ، و كان لهم أن يباهوا به ، فأخذ مذيع الحفل يعلن عن النصر المؤزر ، فبدأ بذكر اسم العروس ثلاثيا ، و ساعتها أحسست أنني أستمع إلى بيان من كتائب القسام أو فصيل من فصائل الجهاد الإسلامي في فلسطين ، يزف البشرى إلى المظلومين في الأرض أن واحدة من بناتهم قد قدمت نفسها فداء لأمتها ووطنها و شعبها ، ففجرت نفسها في جنود العدو فقتلت منهم من قتلت و جرحت من جرحت ، و قد حق لأبيها أن يفخر بها و يعتز بما صنعت ، ثم نادى المذيع اسم الأب على الحاضرين في زهو ظاهر، و اعتزاز واضح ، و بعد أن أعلن اسم العروس واسم أبيها ، بدأت فقرة جديدة ، وهي غير معهودة أيضا في أعراس القرية ، فقد صنع الشبان الملتحون كورس غنائي منضبط ، يردد الأناشيد الدينية ، فكان مما وعته الأذن من أناشيدهم :
إســــلامنــا و الله كله حيــــــــاة
في الدنيا سعادة والآخرة نجـــــــــاة
يا جـــمـاله يا جمـــــاله يا جمـــــــاله
عريسنا مــــــــــا بين أحـــــــــــــبابه
أهه جـــــــــه اليوم ما حلاه ما حلاه
هــــــــــه هـــه هــــــــــه هـــــــــــه
*****
قولوا للرب يباركــــــــه قولوا
هنوا عريسنا الليلة و قولـــــوا
هنوا معانا و ادعوا كمــــــان
ربي يزيدك بالإيمـــــــــــــــان
و تكــون من أهل القـــــــرآن
ادعوا له بالزوجة الصالحة
ادعـــوا ادعوا ادعــــوا ادعوا
*******
الـــله الــــله الـــــله الــــلـــــــه
شاركوا معانــا يا مسلميــــــــــــــن
عريسنا كمـــــــــــل نص الدين
اللــــه اللــه الـــله الــــــــــــــله
ساعتها غادرت أنا مكان العرس ، مخالفا كل الأعراف ، معرضا نفسي لعتاب من الأهل ، لكنني لم أستطع أن أكون مشاركا ومقرا لهذا الانقلاب ، الذي أطاح بالفرحة ، وأشاع في يوم العرس الكآبة مكان البهجة ، وكل هذا باسم الدين والدين الذي أعرفه برئ منه .
2008 ديسمبر20
الأربعاء، 28 أكتوبر 2009
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق