اقتراح آخر غير متعجل
تلقيت في صندوق بريدي الإلكتروني رسالة من صديقي مجدي البسيوني تحت عنوان: "اقتراح عاجل" ، صاحب الاقتراح يرسله قبل مباراة مصر والجزائر في كأس الأمم الأفريقية ، وهي مباراة ثأرية بالنسبة للمصريين ، وليست لها الأهمية ذاتها لدى الجزائريين لأنهم سيلعبون في كأس العالم في جنوب أفريقيا بعد أن "هزموا مصر" في مباراة الخرطوم منذ أسابيع مضت و قبل نهاية العام 2009 ، وسبب تقديم الاقتراح أن الأستاذ مجدي البسيوني الصحفي بجريدة " العربي" الناصرية منزعج من فكرة الصراع الدامي بين المصريين والجزائريين بسبب "الكورة" وهو مثله مثل الكتاب والمثقفين الذين أذهلهم سلوك الإعلاميين والسياسيين المصريين والجزائريين على مدى أسابيع بسبب تلك المباريات الكروية البائسة ، ويقترح في رسالته أن يتبنى من يوافق على الاقتراح فكرة مؤداها " أن تحمل الجماهير في كل من مصر والجزائر علم فلسطين ، وأن يهتفوا معا للقدس بدلا من أن يهتف كل منهم لبلده ، سواء في ملعب المباراة في تلك الدولة الأفريقية البعيدة أو في داخل كل من الدولتين" .
وأنا أحيي صديقي الصحفي على إيجابيته وإخلاصه ، فلا شك أنه كان مشغول الذهن بتلك القضية التي شغلتنا جميعا ، وهو أراد باقتراحه "العاجل" أن يضع حدا للتعصب وأن يفرغ شحنة الحماس فيشغل الناس بما يراه أهم وأجدى وهو القضية القومية ، الأكثر رحابة بدلا من النزعة الوطنية الأضيق أفقا ، وهو تفكير يناسب رجلا مثل صديقي صاحب الاقتراح والذي ينتمي للحزب الناصري أكبر دعاة القومية العربية من بين الأحزاب السياسية في مصر.
هذا النوع من الاقتراحات ينتمي إلى نمط في التفكير يشبه العصف الذهني وهو سلوك إيجابي جدا ، ولاسيما في ظروفنا الحالية التي انعدم فيها التفكير، وصار كل شأن من شئوننا يحركه رد الفعل لا الفعل، والاتباعية في غير تفكر بدلا من الابتكارية والتدبر، ومع ذلك فقد كانت مباريات الكرة وتوابعها كلها أمورا وقتية عابرة تمر وتنسى ، ويبقى منها شئ واحد في حالة كالحالة المصرية الجزائرية هو ظاهرة الحشد والتحفز وحالة الاحتقان الذي بلغ حد الغليان والفوران يوم التقى الجمعان في الخرطوم وبعد الخرطوم.
وقد وجدت نفسي أقول ولم لا نقف مع الجماهير في حماستها لوطنها ؟ ولماذا لا نستعمل أسلوب العصف الذهني فعلا لدراسة تلك الظاهرة وتحليلها على نحو نفهم به عمق المشاعر ثم نتعامل مع تلك المشاعر على نحو إيجابي وعملي ؟
ففي مصر كلها وقفت تلك الجماهير- وأغلبها من الشبان ومن صغار السن والمراهقين - تحمل علم مصر وترفعه على البنايات والسيارات ، وبالنسبة لي وأنا رجل قد قاربت سني الخمسين عاما لم يسبق لي أن رأيت هذه الأعداد من الأعلام ترفع في الطرقات ويحملها الناس في غدوهم ورواحهم حتى أنني رأيت بالأمس رجلا يبيع الخضروات في السوق بمدينتي وقد وضع على عربته "الكارو" علما من تلك الأعلام ، كما رأيت في اليوم السابق رجلا يقف في وسط ميدان في قلب المدينة يبيع الأعلام بأطوالها المتعددة ، و رفعت بعض المحال أعلاما على واجهات مبانيها بلغت أطوالها عشرة أمتار أو تزيد .
لقد تحدثنا كثيرا عن "العبط" الذي أصاب السياسيين والإعلاميين وعن الفساد السياسي والسطحية ، وانعدام الوعي لدى قطاع من الشبان والمراهقين من الصبيان والبنات ومنهم من أصبح طالبا في الجامعة ويسلك كما تسلك صبية الشوارع ضحايا الأمراض الاجتماعية المزمنة ولكني اليوم أريد أن أتعاطى مع الظاهرة من زاوية جديدة هي زاوية الوطنية المصرية وأرجو ألا يزعج هذا المسلك دعاة القومية العربية لأنني أنا نفسي من دعاتها ، وأما أن كلامي سيزعج دعاة الأممية الإسلامية فإنني غير معني بإرضاء أصحاب فكرة موهومة .
الوطنية المصرية هي ما أريد أن ألتقطه من بين ركام المعركة الكروية الممتدة ، وهي فكرة منسية تماما عند السياسيين في السلطة ، وعند رجال التعليم ، وعند الأحزاب السياسية – إذا كنا سنعترف بأننا نملك أحزابا سياسية – وعند الإعلام وكتائبه المحتشدة. فأنا أتحدث إذا عن الوطنية المفقودة لا الوطنية الموجودة ، فالوطنية الموجودة هي أكاذيب يشيعها السياسيون في السلطة اليوم ، وأما الإعلام فحربه خاسرة ، و أكاذيبه لا سلطان لنا عليها وإلا فقل لي من الذي حاسب إبراهيم نافع يوم لبس "أفروله" المستعار من الأمريكان والتحق بكتيبة "المارينز العرب" ونشر حديثا مع الرئيس بوش على صدر الصفحة الأولى من جريدة الأهرام والجيش الأمريكي يدوس البشر والشجر في العراق في مارس 2003 .
ثم هذا هو التعليم يتواطأ مع الإعلام ويسبقهما سلوك الدعاة الجدد على المنابر كلهم يذكر مصر بالسوء ، لأنهم لا يعرفونها ، ولو عرفوها لكانت تلك الأعلام في أيدينا جميعا لا نحملها في عصاري المباريات الكروية ، بل في صباحات المناسبات الوطنية الحقيقية ، ولما جرؤ دعاة الأممية الإسلامية على ترديد كلمة "طز" حينما يذكر اسم مصر في طابور الصباح في كثير من مدارسنا اليوم .
وإذن فقد حان موعد تقديم اقتراحي غير المتعجل وهو أن نحيي الوطنية المصرية في نفوس الشبان المتحمسين لبلدهم مصر، وذلك بعقد جلسات قراءة علنية في كتب بأعيانها تتحدث عن مصر الحقيقية ذات الرسالة الحضارية ، وقد كفانا الدكتور جمال حمدان مؤونة البحث عن هذه الكتب فقد ذكر في مقدمة كتابه "شخصية مصر" ثلاثة كتب قال إن أصحابها قد سبقوه في الحديث عن مصر ، شخصيتها الجغرافية ودورها التاريخي والحضاري ، وهذه الكتب ستكون مع كتاب جمال حمدان نفسه قائمة كاملة هي ما يلي :
1- كتاب جمال حمدان "شخصية مصر" الوجيز والوسيط
2- كتاب حسين مؤنس "مصر ورسالتها"
3- كتاب حسين فوزي " سندباد مصري"
4- كتاب شفيق غربال "تكوين مصر"
وهذه القائمة على نفاستها - وما يمكن أن تتركه في نفوس قرائها من أثر عظيم ، وفهم عميق لمكانة مصر ودورها - فإنها جميعا ليست تحت أيدي عامة القراء الآن ، ولم يقرر كتاب واحد منها على طلاب المدارس ، ولم يطبع كتاب واحد منها طبعة فاخرة لائقة ، فقد طبع وجيز " شخصية مصر" لجمال حمدان و"سندباد مصري" لحسين فوزي منذ سنوات في مكتبة الأسرة وطبع "تكوين مصر" لشفيق غربال في سلسلة تاريخ المصريين وفي مكتبة الأسرة وكلها طبعات رديئة بل قبيحة ، وأما كتاب "مصر ورسالتها" لحسين مؤنس فإن طبعته الخامسة – وأظنها الأخيرة قد صدرت عن دار الشعب ، ولك أن تتصور رداءة الورق وتدني الإخراج الذي أخرجته دار الشعب ، تلك المأسوف على عمرها المقصوف .
اقتراحي غير المتعجل هو إظهار هذه الكتب للناس ، وأن نسعى لإقناع أربعة من رجال الأعمال أن يتولى كل واحد منهم طباعة عشرة آلاف نسخة من كتاب واحد من هذه القائمة ، في طبعة فاخرة ، وهذا مهم جدا ، على أن توزع الكتب مجانا لمن يطلبها في مكتبات قصور الثقافة ومكتبات المدارس الثانوية والجامعية وبعض الجمعيات الأهلية الثقافية ومراكز الشباب ، ثم تعقد جلسات قراءة علنية لمختارات من تلك الكتب ، يعقدها المؤمنون بالفكرة الموافقون عليها ، في كل مكان يتاح لهم أن يجمعوا فيه عددا من الشبان ، وليكن كل مدرس للتاريخ أو اللغة العربية ، في المدرسة الثانوية أو في الجامعة وكل كاتب ومثقف عضوا في جماعة تسمي نفسها "وطني مصر" ولترفع هذه الجماعة الأعلام المصرية عالية خفاقة تطاول السماء كما ينبغي لها أن تكون .
30 يناير 2010
تلقيت في صندوق بريدي الإلكتروني رسالة من صديقي مجدي البسيوني تحت عنوان: "اقتراح عاجل" ، صاحب الاقتراح يرسله قبل مباراة مصر والجزائر في كأس الأمم الأفريقية ، وهي مباراة ثأرية بالنسبة للمصريين ، وليست لها الأهمية ذاتها لدى الجزائريين لأنهم سيلعبون في كأس العالم في جنوب أفريقيا بعد أن "هزموا مصر" في مباراة الخرطوم منذ أسابيع مضت و قبل نهاية العام 2009 ، وسبب تقديم الاقتراح أن الأستاذ مجدي البسيوني الصحفي بجريدة " العربي" الناصرية منزعج من فكرة الصراع الدامي بين المصريين والجزائريين بسبب "الكورة" وهو مثله مثل الكتاب والمثقفين الذين أذهلهم سلوك الإعلاميين والسياسيين المصريين والجزائريين على مدى أسابيع بسبب تلك المباريات الكروية البائسة ، ويقترح في رسالته أن يتبنى من يوافق على الاقتراح فكرة مؤداها " أن تحمل الجماهير في كل من مصر والجزائر علم فلسطين ، وأن يهتفوا معا للقدس بدلا من أن يهتف كل منهم لبلده ، سواء في ملعب المباراة في تلك الدولة الأفريقية البعيدة أو في داخل كل من الدولتين" .
وأنا أحيي صديقي الصحفي على إيجابيته وإخلاصه ، فلا شك أنه كان مشغول الذهن بتلك القضية التي شغلتنا جميعا ، وهو أراد باقتراحه "العاجل" أن يضع حدا للتعصب وأن يفرغ شحنة الحماس فيشغل الناس بما يراه أهم وأجدى وهو القضية القومية ، الأكثر رحابة بدلا من النزعة الوطنية الأضيق أفقا ، وهو تفكير يناسب رجلا مثل صديقي صاحب الاقتراح والذي ينتمي للحزب الناصري أكبر دعاة القومية العربية من بين الأحزاب السياسية في مصر.
هذا النوع من الاقتراحات ينتمي إلى نمط في التفكير يشبه العصف الذهني وهو سلوك إيجابي جدا ، ولاسيما في ظروفنا الحالية التي انعدم فيها التفكير، وصار كل شأن من شئوننا يحركه رد الفعل لا الفعل، والاتباعية في غير تفكر بدلا من الابتكارية والتدبر، ومع ذلك فقد كانت مباريات الكرة وتوابعها كلها أمورا وقتية عابرة تمر وتنسى ، ويبقى منها شئ واحد في حالة كالحالة المصرية الجزائرية هو ظاهرة الحشد والتحفز وحالة الاحتقان الذي بلغ حد الغليان والفوران يوم التقى الجمعان في الخرطوم وبعد الخرطوم.
وقد وجدت نفسي أقول ولم لا نقف مع الجماهير في حماستها لوطنها ؟ ولماذا لا نستعمل أسلوب العصف الذهني فعلا لدراسة تلك الظاهرة وتحليلها على نحو نفهم به عمق المشاعر ثم نتعامل مع تلك المشاعر على نحو إيجابي وعملي ؟
ففي مصر كلها وقفت تلك الجماهير- وأغلبها من الشبان ومن صغار السن والمراهقين - تحمل علم مصر وترفعه على البنايات والسيارات ، وبالنسبة لي وأنا رجل قد قاربت سني الخمسين عاما لم يسبق لي أن رأيت هذه الأعداد من الأعلام ترفع في الطرقات ويحملها الناس في غدوهم ورواحهم حتى أنني رأيت بالأمس رجلا يبيع الخضروات في السوق بمدينتي وقد وضع على عربته "الكارو" علما من تلك الأعلام ، كما رأيت في اليوم السابق رجلا يقف في وسط ميدان في قلب المدينة يبيع الأعلام بأطوالها المتعددة ، و رفعت بعض المحال أعلاما على واجهات مبانيها بلغت أطوالها عشرة أمتار أو تزيد .
لقد تحدثنا كثيرا عن "العبط" الذي أصاب السياسيين والإعلاميين وعن الفساد السياسي والسطحية ، وانعدام الوعي لدى قطاع من الشبان والمراهقين من الصبيان والبنات ومنهم من أصبح طالبا في الجامعة ويسلك كما تسلك صبية الشوارع ضحايا الأمراض الاجتماعية المزمنة ولكني اليوم أريد أن أتعاطى مع الظاهرة من زاوية جديدة هي زاوية الوطنية المصرية وأرجو ألا يزعج هذا المسلك دعاة القومية العربية لأنني أنا نفسي من دعاتها ، وأما أن كلامي سيزعج دعاة الأممية الإسلامية فإنني غير معني بإرضاء أصحاب فكرة موهومة .
الوطنية المصرية هي ما أريد أن ألتقطه من بين ركام المعركة الكروية الممتدة ، وهي فكرة منسية تماما عند السياسيين في السلطة ، وعند رجال التعليم ، وعند الأحزاب السياسية – إذا كنا سنعترف بأننا نملك أحزابا سياسية – وعند الإعلام وكتائبه المحتشدة. فأنا أتحدث إذا عن الوطنية المفقودة لا الوطنية الموجودة ، فالوطنية الموجودة هي أكاذيب يشيعها السياسيون في السلطة اليوم ، وأما الإعلام فحربه خاسرة ، و أكاذيبه لا سلطان لنا عليها وإلا فقل لي من الذي حاسب إبراهيم نافع يوم لبس "أفروله" المستعار من الأمريكان والتحق بكتيبة "المارينز العرب" ونشر حديثا مع الرئيس بوش على صدر الصفحة الأولى من جريدة الأهرام والجيش الأمريكي يدوس البشر والشجر في العراق في مارس 2003 .
ثم هذا هو التعليم يتواطأ مع الإعلام ويسبقهما سلوك الدعاة الجدد على المنابر كلهم يذكر مصر بالسوء ، لأنهم لا يعرفونها ، ولو عرفوها لكانت تلك الأعلام في أيدينا جميعا لا نحملها في عصاري المباريات الكروية ، بل في صباحات المناسبات الوطنية الحقيقية ، ولما جرؤ دعاة الأممية الإسلامية على ترديد كلمة "طز" حينما يذكر اسم مصر في طابور الصباح في كثير من مدارسنا اليوم .
وإذن فقد حان موعد تقديم اقتراحي غير المتعجل وهو أن نحيي الوطنية المصرية في نفوس الشبان المتحمسين لبلدهم مصر، وذلك بعقد جلسات قراءة علنية في كتب بأعيانها تتحدث عن مصر الحقيقية ذات الرسالة الحضارية ، وقد كفانا الدكتور جمال حمدان مؤونة البحث عن هذه الكتب فقد ذكر في مقدمة كتابه "شخصية مصر" ثلاثة كتب قال إن أصحابها قد سبقوه في الحديث عن مصر ، شخصيتها الجغرافية ودورها التاريخي والحضاري ، وهذه الكتب ستكون مع كتاب جمال حمدان نفسه قائمة كاملة هي ما يلي :
1- كتاب جمال حمدان "شخصية مصر" الوجيز والوسيط
2- كتاب حسين مؤنس "مصر ورسالتها"
3- كتاب حسين فوزي " سندباد مصري"
4- كتاب شفيق غربال "تكوين مصر"
وهذه القائمة على نفاستها - وما يمكن أن تتركه في نفوس قرائها من أثر عظيم ، وفهم عميق لمكانة مصر ودورها - فإنها جميعا ليست تحت أيدي عامة القراء الآن ، ولم يقرر كتاب واحد منها على طلاب المدارس ، ولم يطبع كتاب واحد منها طبعة فاخرة لائقة ، فقد طبع وجيز " شخصية مصر" لجمال حمدان و"سندباد مصري" لحسين فوزي منذ سنوات في مكتبة الأسرة وطبع "تكوين مصر" لشفيق غربال في سلسلة تاريخ المصريين وفي مكتبة الأسرة وكلها طبعات رديئة بل قبيحة ، وأما كتاب "مصر ورسالتها" لحسين مؤنس فإن طبعته الخامسة – وأظنها الأخيرة قد صدرت عن دار الشعب ، ولك أن تتصور رداءة الورق وتدني الإخراج الذي أخرجته دار الشعب ، تلك المأسوف على عمرها المقصوف .
اقتراحي غير المتعجل هو إظهار هذه الكتب للناس ، وأن نسعى لإقناع أربعة من رجال الأعمال أن يتولى كل واحد منهم طباعة عشرة آلاف نسخة من كتاب واحد من هذه القائمة ، في طبعة فاخرة ، وهذا مهم جدا ، على أن توزع الكتب مجانا لمن يطلبها في مكتبات قصور الثقافة ومكتبات المدارس الثانوية والجامعية وبعض الجمعيات الأهلية الثقافية ومراكز الشباب ، ثم تعقد جلسات قراءة علنية لمختارات من تلك الكتب ، يعقدها المؤمنون بالفكرة الموافقون عليها ، في كل مكان يتاح لهم أن يجمعوا فيه عددا من الشبان ، وليكن كل مدرس للتاريخ أو اللغة العربية ، في المدرسة الثانوية أو في الجامعة وكل كاتب ومثقف عضوا في جماعة تسمي نفسها "وطني مصر" ولترفع هذه الجماعة الأعلام المصرية عالية خفاقة تطاول السماء كما ينبغي لها أن تكون .
30 يناير 2010
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق