الواطيين
اتصل بي أستاذ من السعودية يسأل عن أمور تتعلق بمؤتمر علمي نقيمه في جامعة طنطا، ومن باب المجاملة قال الرجل :
- مبروك للشعب المصري
ضحكت في التليفون قائلا :
- الله يبارك فيك
- هذا الانتصار الذي فرحنا له
- أنت فرحت لفرح الشعب المصري ، وليس للكرة في ذاتها بالتأكيد !
- طبعا ، هذه الفرحة التي أسعدت الناس الغلابة
- الناس فرحت على هذا النحو لأنهم وجدوا شيئا فيه معنى النصر ، فلعلهم يجدون بعد ذلك نصرا حقيقيا .
قاطعني الرجل ، ويبدو أنه كانت لديه رسالة أخرى واضحة :
- لنا زملاء هنا مصريين ، يقولون ليتهم يوزعون هذه الكأس على الغلابة ، هم يقولون حتى لو كسروا هذا الكأس وأعطوا لكل واحد من الغلابة قطعة !
- قاطعت الرجل قائلا:
- تحت أمرك يا دكتور ونحن نرحب بك في جامعة طنطا ، نتشرف بك في المؤتمر ، ويسعدنا لقاؤك ، وأنا سأرد على بريدك بدون تأخر.
قال الرجل في إصرار:
- أي شئ تطلبه من هنا ، تحت أمرك يا أخي ! وجزاك الله خيرا!
كانت هذه هي المرة الثانية أثناء الحديث التليفوني التي كرر فيها الأستاذ السعودي الطلب مني أن "أسأله شيئا" يأتي إليّ به من بلده . وأنا بدوري كنت أرى نفسي عاريا تماما أمامه كواحد من الغلابة . وأحاول جاهدا أن أفهمه أنني لا أريد شيئا ( مستورة يعني !)
بعد توديع الرجل وإنهاء المكالمة ، كنت غاضبا مجروحا نوعا ، ولكنني في الحقيقة لم أغضب أبدا من الأستاذ السعودي ، كان الرجل يوصل رسالة واضحة : علمنا أنكم فرحتم جدا بكأس الكرة ونحن بدورنا ، يسعدنا أن تفرحوا ، ولكننا نعرف أنكم "غلابة" وزملاؤكم هنا يقولون أن الغُلْب قد بلغ مداه ، ويقترحون أن تكسّر الكأس وتوزع على الغلابة " كل واحد حتة"
كان بندول الساعة يتأرجح أمام ناظري في قاعة المنزل ، وراح ذهني يتأرجح مع حركة البندول ويقول لي في أسى : لماذا يصرّ المصريون على أن بلدهم تناسبه حركة البندول ، يصعد ويهبط هكذا ويعلو ويسفل فلا يستقر حتى في الوسط ، لماذا بقيت ثلاثية الجهل والفقر والمرض بعد كل هذه السنين ؟!
ثم عدت فقلت : ليس ذاك ، و ليس كل المصريين كذلك ، ولا تغتر بأن يكون الواحد من هؤلاء قد حمل لقب "دكتور" فكم هو جاهل ذلك الذي يمشي في الأنحاء السعودية يعلن أن المصريين "غلابة" .
اتصل بي أستاذ من السعودية يسأل عن أمور تتعلق بمؤتمر علمي نقيمه في جامعة طنطا، ومن باب المجاملة قال الرجل :
- مبروك للشعب المصري
ضحكت في التليفون قائلا :
- الله يبارك فيك
- هذا الانتصار الذي فرحنا له
- أنت فرحت لفرح الشعب المصري ، وليس للكرة في ذاتها بالتأكيد !
- طبعا ، هذه الفرحة التي أسعدت الناس الغلابة
- الناس فرحت على هذا النحو لأنهم وجدوا شيئا فيه معنى النصر ، فلعلهم يجدون بعد ذلك نصرا حقيقيا .
قاطعني الرجل ، ويبدو أنه كانت لديه رسالة أخرى واضحة :
- لنا زملاء هنا مصريين ، يقولون ليتهم يوزعون هذه الكأس على الغلابة ، هم يقولون حتى لو كسروا هذا الكأس وأعطوا لكل واحد من الغلابة قطعة !
- قاطعت الرجل قائلا:
- تحت أمرك يا دكتور ونحن نرحب بك في جامعة طنطا ، نتشرف بك في المؤتمر ، ويسعدنا لقاؤك ، وأنا سأرد على بريدك بدون تأخر.
قال الرجل في إصرار:
- أي شئ تطلبه من هنا ، تحت أمرك يا أخي ! وجزاك الله خيرا!
كانت هذه هي المرة الثانية أثناء الحديث التليفوني التي كرر فيها الأستاذ السعودي الطلب مني أن "أسأله شيئا" يأتي إليّ به من بلده . وأنا بدوري كنت أرى نفسي عاريا تماما أمامه كواحد من الغلابة . وأحاول جاهدا أن أفهمه أنني لا أريد شيئا ( مستورة يعني !)
بعد توديع الرجل وإنهاء المكالمة ، كنت غاضبا مجروحا نوعا ، ولكنني في الحقيقة لم أغضب أبدا من الأستاذ السعودي ، كان الرجل يوصل رسالة واضحة : علمنا أنكم فرحتم جدا بكأس الكرة ونحن بدورنا ، يسعدنا أن تفرحوا ، ولكننا نعرف أنكم "غلابة" وزملاؤكم هنا يقولون أن الغُلْب قد بلغ مداه ، ويقترحون أن تكسّر الكأس وتوزع على الغلابة " كل واحد حتة"
كان بندول الساعة يتأرجح أمام ناظري في قاعة المنزل ، وراح ذهني يتأرجح مع حركة البندول ويقول لي في أسى : لماذا يصرّ المصريون على أن بلدهم تناسبه حركة البندول ، يصعد ويهبط هكذا ويعلو ويسفل فلا يستقر حتى في الوسط ، لماذا بقيت ثلاثية الجهل والفقر والمرض بعد كل هذه السنين ؟!
ثم عدت فقلت : ليس ذاك ، و ليس كل المصريين كذلك ، ولا تغتر بأن يكون الواحد من هؤلاء قد حمل لقب "دكتور" فكم هو جاهل ذلك الذي يمشي في الأنحاء السعودية يعلن أن المصريين "غلابة" .
إن هذا مثله مثل الكثيرين الذين "غرقوا في بحر الصلصة الخاص بهم" ، وسواء أكانوا داخل مصر أو خارجها ، فإنهم "أوغاد" كما كان يسميهم العلاّمة "سارتون"
وقلت لنفسي ماذا تنتظر من هؤلاء "الأوغاد" غير المهانة والذلة ، يحسّون بها في أنفسهم ويريدون إلباسها لنا على البعد ، ثم يتحدثون عن الغلابة!
وقلت لنفسي ماذا تنتظر من هؤلاء "الأوغاد" غير المهانة والذلة ، يحسّون بها في أنفسهم ويريدون إلباسها لنا على البعد ، ثم يتحدثون عن الغلابة!
اسمعْ ، هؤلاء لم يعد يناسبهم وصف سارتون ، إنهم من الآن "الواطيين"
3 فبراير 2010
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق