الجمعة، 14 سبتمبر 2012

جامعة دمياط ومأساة الانتخابات

جامعة دمياط ومأساة الانتخابات



هل ولدت جامعة دمياط ميتة ؟ أم أن الأمل ما يزال قائما في جامعة جديدة عصرية ولها مستقبل مشرق؟

الحقيقة أن الشكوك تحيط بمستقبل هذه الجامعة وتكاد تطيح بآمال الطلاب و الأساتذة في إقامة جامعة جديدة وعصرية على أرض محافظة دمياط . لقد صدر القرار الجمهوري بتاريخ 12 يوليو 2012م باستقلال الجامعة الجديدة عن جامعة المنصورة وأصبحت جامعة دمياط أحدث الجامعات المصرية بعد انتخاب الرئيس الدكتور محمد مرسي .

وحتى لا نطيل في شرح أسباب التشاؤم فيما يختص بمستقبل جامعة دمياط ، فإننا نوجز الأسباب الموضوعية لذلك فيما يلي :

أولا : ظلت جامعة دمياط فرعا لجامعة المنصورة منذ 1976م ، وقد تطورت جامعة المنصورة منذ ذلك الوقت وحتى الآن حتى أصبحت واحدة من أهم الجامعات المصرية والعربية ، ومع ذلك لم تضع جامعة المنصورة حجرا واحدا في فرع دمياط ، فكل المباني الموجودة في دمياط ودمياط الجديدة إما مباني المدارس التي أهدتها محافظة دمياط لكليات التربية والعلوم والتجارة ، أو مباني جهاز تعمير دمياط الجديدة أهداها المهندس حسب الله الكفراوي لفرع الجامعة لإقامة كليات جديدة ، وأغلبها مباني مدارس وأصبحت دمياط الجديدة اليوم في أمس الحاجة إلى هذه المدارس بعد الزيادة الكبيرة في عدد السكان بها . والسؤال هو هل توجد خطة عاجلة وأخرى آجلة للتغلب على هذه المشكلة وخاصة أننا نملك الآن مساحة مقبولة خصصت لجامعة دمياط وأقيم حولها سور ؟

ثانيا : العلاقة مع جامعة المنصورة على مدى 36 عاما نتج عنها ارتباط عضوي مع جامعة المنصورة في أمور أساسية منها ( العلاج الطبي - النوادي - برامج التشغيل الإلكتروني والإدارة الإلكترونية للجامعة - الحقوق المالية والدرجات المالية ... إلخ ) فهل توجد خطة لحل هذه المشكلة العويصة ، ومن يقود المفاوضات بين الجامعتين الآن لضمان حقوق جامعة دمياط لدى جامعة المنصورة ؟!

ثالثا : مشكلة الكوادر الجامعية المدربة من الأساتذة والإداريين ، فحينما كانت الجامعة جزءا من كيان أكبر كانت تعاني من الإهمال الشديد والآن هي في أمس الحاجة إلى تكوين كادر كفء لإدارة الجامعة والنهوض بها ، فأين هؤلاء ومن يضمن لنا أن الانتخابات ستأتي بعناصر قادرة على التخطيط والتنفيذ في جامعة جديدة تحتاج لرؤية واجتهاد ، ولقد ظهر من الشواهد ما يدل على أن القائمين على أمر الجامعة حتى الآن لا يدركون حجم المسؤلية ، فقد فشلوا في تصميم شعار مناسب لجامعة دمياط (اللوجو ) كما فشلوا في صياغة نص الرؤية والرسالة التي تتبناها الجامعة الجديدة . كما سمعنا أن جامعة المنصورة قد واصلت مسلسل النهب المنظم لموارد جامعة دمياط وأن آخر مبلغ تم الاستيلاء عليه كان 5,5 مليون جنيه من آخر ميزانية ذهبت ولن تعود .

رابعا : أسلوب العمل داخل الجامعة حتى الآن لا يبشر بخير ولاسيما في إدارة الجامعة ، والشواهد تقول إن سلوك القيادة الجامعية الذي كان قائما بعمل رئيس الجامعة وأصبح مرشحا لرئاسة الجامعة ، يدعو للتساؤل والشك والريبة ، فقد أصدر قرارت عاجلة لمصلحة عدد من أعضاء المجمع الانتخابي نخشى أن تكون بمثابة رشاوي انتخابية ، ومن أكثر هذه القرارات إثارة للريبة تعيين الأستاذ الدكتور ح . ع مديرا لمشروع الجودة بالجامعة لمدة ثلاث سنوات ، والدكتورالمذكور أستاذ وكان عميدا و لم يثبت أنه كفاءة في مجال الجودة لأنه مسؤول من ملف الجودة في كلية التربية النوعية منذ سنوات ولم ينجح في الحصول على مشروع لتمويل التطوير بكليته فكيف يسند له عمل أكبر على مستوى الجامعة وهو قد فشل في إدارة عمل أصغرعلى مستوى الكلية ، والأهم من ذلك أن الدكتور ح .ع . تحيط حول قراراته الشبهات حينما كان عميدا معينا لكلية التربية النوعية وفي عهده عينت ابنة أخيه وعين اثنان من أبنائه معيدين بالكلية ، وأحاطت الشبهات بكثير من الأمور ومنها الامتحانات وتعيين المعيدين من أبناء الأساتذة من داخل الكلية ومن كلية التربية . والشبهة الأخيرة في موضوع الدكتور ح. ع أنه شقيق الدكتور س. ع عضو مكتب الإرشاد في جماعة الإخوان المسلمين . ومن القرارت المتسرعة المثيرة للريبة أيضا تعيين أستاذين مساعدين في موقع العمادة في كليتي التجارة والتربية الرياضية برغم أن القانون لا يبيح هذا إلا كخيار أخير ، ولدينا أساتذة كثيرون في كلية العلوم وكلية التربية يبيح القانون إسناد منصب العميد لهم في كليتي التجارة والتربية الرياضية ، فهل كان تجاهل الخيار الأولى في القانون واللجوء للخيار البديل لضمان الولاء والصوت الانتخابي على حساب مصلحة الجامعة ?! ، وخاصة أن الأستاذ المساعد الذي عين عميدا لكلية التربية الرياضية متهم في قضية خطيرة فقد وجه إليه الاتهام بإخفاء أوراق المتقدمين لوظائف أكاديمية بكليته وقد وقعت الجامعة عليه عقوبة كان مفعولها ساريا يوم صدر قرار تعيينه عميدا للكلية .

هذا غيض من فيض مما تعاني منه جامعة دمياط من مخاطر تواجه بها مستقبلها ، فهل يعي القائمون على أمر هذه الجامعة مدى حاجتنا إلى الإخلاص والتفاني من أجل بناء جامعة جديدة وعصرية في دمياط ، وهل ينتبه أعضاء المجمع الانتخابي لاختيار رئيس الجامعة الجديد إلى هذه الأخطار وهذه الكارثة المنتظرة لو استمرت هذه الشخصيات المشغولة بذاتها وبمصالحها في قيادة الجامعة ؟ّ

اللهم إني قد بلغت ، اللهم فاشهد .

أ.د. إبراهيم محمد منصور

رئيس قسم اللغة العربية - كلية الآداب

عضو المجمع الانتخابي لاختيار رئيس جامعة دمياط

تحريرا في 5/9/2012م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق